ولدت زها في بغداد عام 1950، وهي ابنة السياسي والاقتصادي العراقي محمد حديد. انهت دراستها الثانوية في بغداد، ثم التحقت بالجامعة الأميركية في بيروت، لتكمل بعدها الدراسة في بريطانيا.
عام 1977 تخرجت في الجامعة، وبعد عملها لفترة وجيزة في مكتب المهنس ريم كولهاس افتتحت مكتبها الخاص عام 1987، ويبلغ عدد العاملين فيه اليوم أكثر من 250 موظفاً، لتثبت أنها امرأة من حديد فعلاً.
درست المهندسة زها في Architectural Association بلندن، خلال فترة كانت هذه المدرسة في أوج الاختبار الهندسي لارتكازها آنذاك على نظريات حركة «أرشيغرام» الهندسية الإنكليزية، ودرّس فيها أساتذة بأهمية بيتر كوك وريم كولاس وبرنارد تشوميونيغل كوتس، الذين سجّلوا تشنّجات العالم الحديث، شكلاً ومضموناً في أعمالهم، محاولين التقاط طاقة نشاطاتنا المختلفة ضمن منظورٍ سردي مثير.
وفي سياق هؤلاء بدأ يتشكّل عمل زها. فأوّل مشروعٍ مهم لها كان جسر على نهر التايمز في جنوب بريطانيا (1976-1977). وفي مشاريعها اللاحقة، تابعت ترجمة العنصر السردي إلى لغة فضائية، كما في منزل أخيها (1981-1982) بلندن الذي يرمز في طريقة رسمه إلى قنبلة فجّرتها «حركة المقاومة الإيرلندية» في الحي ذاته، وفي مشروع «ساحة هالكين» (1985) الذي تعمّقت فيه برسوم المشروع السابق.
كذلك بدت أفكارها المغايرة واضحة في مشروع «أبنية شاهقة» حول حديقة ترافلغار في لندن (1985) الذي يختصر وحده عدداً من إنجازاتها، ويُبيّن قدرتها على إعادة ابتكار المشهد المديني، من دون أن ننسى طبعاً مشروع مبنى Peak في هونغ كونغ الذي تمكّنت فيه أمام آلاف المهندسين من إثبات أن التقنيات التي ابتكرتها تعود إلى شكل جديد من الهندسة.
خلال العقود اللاحقة، أسقطت زها مواضيعها على أبنية ورسوم ومشاريع في العالم، وبدأ استخدامها اللون ينحسر تدريجاً، وبدلاً من التشييد انطلاقاً من سطح الأرض لفتح فضاءات جديدة وإدخال أشكال عليها، بدأت المهندسة في تصوّر أشكالها انطلاقاً من الموقع وفي قولبتها وفقاً لوظيفتها، مستحضرةً منطقاً فضائياً لإبداع تحف هندسية.
وتبلغ صفة الشفافية في عملها ذروتها في مشروعَي «هاكني إمباير» (1997) و مركز روزنتال للفن المعاصر (1997-2003)، بينما تتطوّر الأشكال الأنبوبية الملاحظة في أعمالها الأولى إلى مبادئ رئيسة، كما في مشروعَي «قنطرة سبيتيلو» في فيينا (1994-2003) و{الجسر الصالح للسكن» في لندن (1996). كذلك صممت مركز شركة BMW العملاقة الرئيس في مدينة لايبتزج الألمانية ومحطة «فيترا أم راين» للاطفاء، إضافة الى منصة التزلج على الجليد في مدينة انسبروك في النمسا، لتصبح مادة إعلامية لبرامج تلفزيونية ألمانية كثيرة.
يميل عمل زها إلى اتجاه مفهوم المشهد. ففي رسومها، تتعاظم سيولة المجسّمات ويبدو شكلها الخارجي وكأنه يتبع حركة ما، كما في مشروع «متحف الفنون الإسلامية» في قطر (1997) الذي يأخذ صرحه شكل موجةٍ ترتفع لتشمل فضاءاتٍ محدَّدة، قبل أن تنخفض وتتوارى في الرمال.
والآن مع بعض مشاريع المعمارية زها حديد بالصور
Phaeno Science Center
Wolfsburg, Germany
Central Building - BMW Plant
Leipzig, Germany
Ordrupgaard Museum Extension
Copenhagen, Denmark
Bergisel Ski Jump 2002
Bergisel Mountain, Austria
MAK, Vienna
|